Monday, December 9, 2013

الإعلام هو جزء من السياسة او بمعنى اخر ان الإعلام هو الوجه الاخر للسياسة

يعد موضوعا شائكا ويحتاج الى تسليط الضوء وتفكيك جزئياته وعناصره بحيث ان كانت هنالك سلبيات ترافق أداءه فانها بحاجة لاعادتها لمسبباتها. ان الإعلام هو جزء من السياسة او بمعنى اخر ان الإعلام هو الوجه الاخر للسياسة، هكذا توصلنا بحكم معرفتنا ومزاولتنا للمهنة الى هذا الاشتقاق، فلا يمكن الفصل كثيرا بينهما، فالسياسي هو صانع الحدث بينما الإعلامي هو الناقل له وبالنتيجة تكون عملية تشاركية امام الناس، فالسائل هو الإعلامي بينما المجيب هو السياسي، وفي هذا فان اسباب تطور حركة الإعلام البطيئة ان جاز التعبير ترجع لاسباب سياسية واقتصادية اكثر من غيرها لان الوعي متوفر لدى الإعلامي العربي، وتحضرني في هذا مقولة الإعلامي المعروف فؤاد مطر عندما قال "الإعلام العربي يعاني كافة ما تعانيه الدول العربية من مشاكل"، ويعزو أسبابه الى تخلف البيئة التي ينتمي اليها من خلال الوساطة والتدخل السياسي في العمل الإعلامي وقمع الحريات، فكلها أشياء أثرت على الإبداع الإعلامي العربي. والحقيقة من يقول ان الإعلام العربي تأخر كثيرا في فهم متطلبات المرحلة الراهنة واستحقاقات الجمهور فيها فهو كلام ليس دقيق لاننا اتفقنا ان الوعي موجود لدى الإعلامي العربي بدليل ان كثيرا من الإعلاميين العرب نجحوا وتفوقوا على نظرائهم الاجانب في المؤسسات الإعلامية الاجنبية، ثم ان القصة الخبرية في العراق تواصلت بنجاح لا بأس به على مدى ثماني سنوات واغلب محرريها صحفيون عراقيون في كبريات المؤسسات الاجنبية، برغم المضايقات الامريكية والحكومية والمحاذير الامنية، لذا فانه انه مارس دورا فاعلا في حركة الإعلام الغربي وان غالبية الإعلاميين الشباب يمتلكون الحماس اللازم للمساهمة في المعرفة الإنسانية من خلال طرح الاراء الجوهرية تواصلا مع النهوض بمسيرة المهنة، والواقع ان الزخم الإعلامي والتوجه نحوه لفت انظار الناس جميعا في فترة ما يطلق عليها ﺒ"احداث الربيع العربي" والبعض الاخر يطلق عليها ﺒ"ثورات الخريف العربي" وكل له رأيه في هذا. وهو جهد أرخ له بدءً بأحداث ثورة تونس مع نهاية العام المنصرم وبداية العام الحالي وتواصلت حتى نهاية سقوط العقيد القذافي قبل اسابيع وهو منشغل حتى اليوم بساحات عربية أخرى، فأكيد يتركز الحديث عليه لكونه يعمل في نطاق جغرافيته، واختلفت الاراء والتحليلات بشأنه فمن يقول انه أبدع وحقق انتصارا لارادة الجماهير، والبعض الاخر يلوم عليه كثيرا بانه لم يفهم واقعه جيدا على خلاف الإعلام الغربي الذي انبرى للتصدي لاحداث تلك الثورات وساهم في خلق التغيير بطريقة حرفية وجريئة، وفي جميع الحالات الكلام فيه كثيرا من الصواب لكنه لا يخلو من التجني. وما يلفت الانتباه ان بعضا من خبراء الإعلام العربي قالوا "أن الفضائيات في كثير من الأحيان أخذت جانب المتظاهرين على حساب الحكومات". وبرغم انه جسد وظيفة الإعلام الحر بانه "صوت الناس ولسان حاله المعبر وضميره النابض" لكن الحياد الحقيقي للإعلام المستقل هو من يظهر صورة الطرفين المتخاصمين. وباعتقادنا ان الإعلام سواء العربي او الاجنبي الحكومي والمستقل سجلت عليه مثالب واضحة، فالاجنبي بدون شك انصاع لاجندات سياسية واضحة تخدم توجهات الدول التي ينتمي اليها او التي تموله، واما الحكومي العربي فكان "براباكندا" يخدم الحكومة، وايضا لم نرى إعلاما عربيا حياديا على الاطلاق. ان الإعلام العربي يقف امام جبل من الاشكاليات والتحديات السياسية الموروثة المتعلقة بعدم رغبة المسؤول الحكومي في التعاطي الايجابي مع من ينطق لغة الضاد من الإعلاميين لكنه ينفتح كثيرا مع الاجنبي، ولا يتمتع بهامش الحرية عند التقصي عن المعلومات والافكار، فتوصد ابواب المسؤول بوجهه بعكس زميله الاجنبي سواء في بلده او بلداننا العربية، وبالطبع هذا هو حال المؤسسات الإعلامية العربية، وانعكاسات هذا تأتي الرسالة الإعلامية هامشية ومجتزأة ولا تعطي صورة الواقع الحقيقي. ثم أن بعضا من إعلاميينا لا يزجون أنفسهم في جوهر القضية أو الحدث ويفتقرون للدقة والجرأة والتسطيح بسبب قلة الخبرة والتدريب، وكذا الحال للجانب الاقتصادي فانه عامل أساسي، ونموذج هذا ان قناة الجزيرة الفضائية التي تخصص لها ميزانية ضخمة من الحكومة القطرية منذ بداية تاسيسها عام 1996 الى جانب استقطابها لملاك إعلامي عربي مدرب في المؤسسات الغربية ومنها محطة اﻠ(BBC) جعلها تتفوق بأدائها، والحال الذي درجت عليه قناة العربية مستفيدة من تجربة الجزيرة فحظيت بتمويل سعودي ضخم وجاءت بولادة متفوقة ايضا مع بداية غزو العراق مطلع 2003، حيث توفرت عوامل الخبرة والتمويل والدعم والاسناد السياسي من لدن حكومات قطر والسعودية. ولكن ظهرت بنهاية الامر على تلك القناتين علامات استفهام مع مشوار الثورات الشعبية العربية حتى ان نسبة المشاهدة الجماهيرية سجلت تراجعا ملحوظا بسبب الانسياق وراء مواقف سياسية حكومية لا إعلامية وصفت ﺒ"المؤدلجة". ان الحديث انساق نحو الجوانب الاخبارية لكونها الاهم لدى الإنسان العربي وسط المتغيرات السياسية التي تعصف به، لكن البرامج المتنوعة وتلك التي تتطرق الى قضايا معرفية اجتماعية وثقافية فانه يعاب على الإعلامي العربي رغبته الجامحة في الظهور امام جمهوره عبر الشاشة يتحدث كثيرا وضيفه يستمع اليه، وهو مخالف للقاعدة الإعلامية تماما وباعتقادنا ان ذلك بحاجة لاعادة النظر عند كثير من مؤسساتنا الإعلامية التلفزيونية والاذاعية تحديدا لإكساب الخبرات والمهارات في الجوانب الحوارية، الا ان البرامج السياسية والاقتصادية فأنها تأتي توظيفا لاهداف المؤسسة الإعلامية وبالنتيجة فان الإعلامي ربما يكون هو الضحية قبل الجمهور. ومتى ما توفرت البيئة السليمة التي تتطلب المال المستقل للمؤسسة والوعي الديمقراطي لدى المسؤول العربي والحرفية اللازمة للصحفي عند ذاك فلا خوف على الإعلام العربي.


معوقات الاتصال:
معوقات الاتصال تعني جميع المؤثرات التي تمنع عملية تبادل المعلومات او تعطلها او تأخر إرسالها او تشوه معانيها او تؤثر في كميتها ، أي كل عائق يقلل من فاعلية الاتصالات أي لا يجعلها تحقق الغرض المطلوب منها بالدرجة المناسبة ( العثيمين،1425هـ،ص39). وهناك معوقات و عقبات متعددة تعمل على عدم تحقيق فعالية الاتصال و بالتالي تعوق تحقيق أهداف، هناك معوقات و عقبات متعددة تعمل على عدم تحقيق فعالية الاتصال و بالتالي تعوق تحقيق أهداف الاتصال،ومن أهم هذه المعوقات التالي:
1)
معوقات نفسية اجتماعية:

تتعلق بمعتقدات وعادات وتقاليد المرسل والمستقبل- يؤثر على الرسالة وفهمه واستجابته لها وهي معوقات ناتجة عن الاختلافات الفردية: وتنتج عنها سوء فهم بين طرفي الاتصال ، مثل:الانفعالات الشخصية كالخوف او القلق، و اختلافات في الذكاء ودرجة الحساسية و اختلافات البيئة التي يعيوا فيها و الخبرات و التجارب.

2)
معوقات بيئية:
ناتجة عن طبيعة التنظيم و أساليب العمل: مثل التغيير المستمر في التنظيم وعدم الاستقرار او جمود النظام وتعقيده وعدم المرونة،وعدم التجانس بين أفراد التنظيم و أسلوب القيادة.
معوقات ناتجة عن نقص إمكانيات الاتصال الفعال :مثل أجهزة الاتصال و كفاءتها.(محمد،1426هــ،ص ص 34-35).
كاللغة المستخدمة: اللغة هي وسيلة التفاهم و التعبير في الاتصالات، فمثلا العبارات التي يستخدمها الطبيب و الصيدلي تختلف عن العبارات التي يستخدمها الإداري، وأيضا الفارق الوظيفي قد يكون له اثر في إعاقة الاتصال فلغة الوزير تختلف عن لغة رئيس القسم،فعدم وضوح المعنى في ذهن السامع يعد مشكلة تعيق عملية الاتصالات،خاصة عندما يطلب الرئيس من مرؤوسة تنفيذ بعض الأعمال و يحتار في فهمها بسبب الغموض في المعنى.
والحجم الكبير للمنظمة و تعدد المستويات الإدارية : يؤثر في عملية الاتصال ،فمثلا المسافة البعيدة بين المركز و الفرع او بين مركز اتخاذ القرار و بين مراكز التنفيذ تؤثر في عملية نقل المعلومات و قد تتعرض هذه المعلومات للتحريف او التعديل او الترشيح.
والفروق الفردية فاختلاف الناس في رغباتهم و اتجاهاتهم و تقاليدهم و طموحهم له اثر كبير في تفاوت إدراكهم و فهمهم للأمور، فمثلا لو مدير اخبر إحدى مرؤوسيه عن رغبته في إحداث تغييرات في القسم فقد تفهم إن ذلك يعنى إما ترقيته او الاستغناء عنه.

3) معوقات تنظيمية:
وترجع أساساً إلى عدم وجود هيكل تنظيمي يحدد بوضوح مراكز الاتصال وخطوط السلطة الرسمية في المنشأة، مما يجعل القيادات الإدارية تعتمد على الاتصال غير الرسمي والذي لا يتفق في كثير من الأحيان في أهدافه مع الأهداف التنظيمية. وقد يكون التخصص، وهو أحد الأسس التي يقوم عليها التنظيم، من معوقات الاتصال، وذلك في الحالات التي يشكل فيها الفنيون والمتخصصون جماعات متباينة لكل منها لغتها الخاصة وأهدافها الخاصة، فيصعب عليها الاتصال بغير الفنيين المتخصصين. وعدم وجود سياسة واضحة لدى العاملين في المنشأة تعبر عن نوايا الإدارة العليا تجاه الاتصال أو قصور هذه السياسة. وعدم وجود وحدة تنظيمية لجمع ونشر البيانات والمعلومات، وعدم الاستقرار التنظيمي، يؤديان أيضاً إلى عدم استقرار نظام الاتصالات بالمنشأة. وكذلك كبر حجم نطاق الإشراف وكثرة المستويات الإدارية.
فالهيكل التنظيمي يساعد على تحديد السلطة والصلاحيات والمسؤوليات وتمنع التداخل بين الوحدات التنظيمية

ويمكن تقسيم معوقات الاتصال إلى أربعة معوقات :
أولاً : معوقات إدراكية :
في إتجاهات الفرد أو مشاعره نحو موضوع معين أو نحو طرف آخر في الاتصال . فتؤثر على سلوكه وموقفه ويؤثر على فعالية الاتصال .
ويمكن تحديد المعوقات الإدراكية: مثل تباين إدراك طرفي الاتصال وإعطاء معاني متقاربه لنفس الكلمات والرموز و رغبة الشخص في سماع ما يريد أن يسمعه فقط ،وعدم قبول المعلومات التي تتضارب مع المفاهيم والاتجاهات أو المشاعر.
ثانياً : المعوقات اللغوية :
تعتمد اللغة على استخدام الرموز وتريب الكلمات والمعاني المتفق عليها والمرتبطة بها .
وهذا هو الهدف من عملية الاتصال ، ويدخل ضمن الرموز ، الإشارات المتعارف عليها وحركة الجسم والوجه واليدين وكذلك شدة نبرات الصوت لكن يلاحظ أن نفس الرموز قد تحمل معان مختلفة مما يؤدي أحياناً إلى عدم فهم نفس المعنى الذي قصده أحد طرفي الاتصال . أما في حالة استخدام الكلمات التي يرتبط بها أكثر من معنى ، خصوصاً عند وضع أنظمة اللوائح، ونجد أن هناك ما يسمى باللوائح التفسيرية للحد من سؤ فهم بعض الكلمات وتفسيرها التفسير الخاطئ .
ثالثاً : معوقات شخصية :
ناتجة عن الشخص نفسه حيال عملية الاتصال ، فالاتصالات عبارة عن نقل أفكار الفرد وأحاسيسه .
العوامل التي تلعب دوراً كبيراً في الاتصالات الشخصية وتؤثر على اتخاذ القرار .
عامل التشويه والتحريف تأتي من : عدم النزهة - حب الموقع الوظيفي – عدم محبة الخير للغير – حب المصلحة الشخصية – متطلبات العمل الوظيفي – الصدور الضيقة والقلوب الضعيفة .
عامل الإدراك الشخصي : هذا العامل يؤثر في حكم الشخص على الآخرين ، حيث تعمم نتيجة تجربة واحدة (حسنة أو سيئة) على بقية المجتمع (خلال فترة معينة على بقية الفترات) وهذا الإدراك غير سليم .
عامل السمات الفردية المشوهة : يحدث عندما يكون الشخص متحامل على شخص آخر ، أو متحيز ضده لسبب ، أو هوى نفسه ، وهذا يؤدي إلى الإجحاف في حقوق الفرد وقد يصل إلى الإضرار أو الإيذاء به .
عامل الخبرة الشخصية : له تأثير كبير على عملية الاتصالات من خلال التجارب في الحياة .

0 comments:

Post a Comment

Share

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites